سعيت إليكِ إذا الصبح ولـًَّى
لأشهد في ناظريك القمر.
فما زلت أذكر صفو الزمان
إذا الزيف يوما طغى وانتشر.
وما زلت أذكر حلو اللقاء
بكهفك حيث يطيب السمر
فيقْـطُـرُ ثغرك شهدَ الحكايا
كشهد العناقيد فوق الشجر.
وأنْـبَـتَ حبك في القلب درا
فأخفيته عن عيون البشر.
وهام الفؤاد براكين شوق
إليك الحنين بها يستعر .
فغافلت بوم الكآبة ليلا
وأبحرت نحوك عند السَحَر.
وصارعت حزنا كصخر الجبال
وحاربت كل وحوش الخطر.
وقاتلت كل لصوص القوافل
أن يسرقوا باهرات الدرر.
وجاوزت بالقلب ريح البحار
وغنيت قصتنا في الجُـزُر.
وبانت على البعد عيناك ضوءا
ونادت على القلب أن يستقر
ولما أتيت إلى ضفتيك
رسوت , بأمر لنا قد قُـدِر
وقابلت فوق مراسيك ودا
وعانقت حسنا بها ينتظر.
على شاطئيك تهيم النوارس
والحزن في رملها يندثر
فألقيت فيها عصاة الرحيل
ولذت بها من غبار السفر.
وأسكنت وجهك في مقلتيَّ
لينداح منه ضياء البصر.
وأرسلت عشقي باقات غيم
وماء الحياة بها ينهمر.
وحين التقينا بدرب الغمام
بثثتك سر الهوى والمطر
ورتلت شوقي في مسمعيك
ففاض على راحتيك النَّـهَرْ
وزينت جيدك بالأقحوان
وألبست خصرك طوق الزهر.
ونادمت ثغرك حتى تفتق
بالسر في همهمات الخَـفَر.
وزينت باسمك وجه القصيد
وسطَّـرت بالشعر زهو العُـــمُر